ابو الغيط يؤكد بناء الجدار الفولاذى

القاهرة - أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن من حق مصر فرض سيطرتها على حدودها .. مشددا على أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة ويجب ألا يسمح أى مصرى بأن تنتهك أرضه.

وقال أبو الغيط - في حوار مع مجلة "الاهرام العربى" فى عددها الذي يصدر السبت ردا على سؤال عما يتردد حول بناء مصر جدارا فولاذيا على حدوها مع غزة أو أنها تقوم بوضع أجهزة أمريكية للكشف عن إنفاق التهريب - إن "مسألة أنها جدار أو معدات للجس أو وسائل تنصت كلها أمور تتردد، ولكن المهم أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، ويجب ألا يسمح أى مصرى بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك".

وأوضح أبو الغيط أن القضية الفلسطينية فى قلب كل مصرى وأن المصريين دفعوا الثمن الغالى من أجل تلك القضية .. مضيفا: "لكن أرض مصر وأمنها أكبر من أى شىء ونحن على استعداد للتضحية بالكثير من أجل القضية الفلسطينية لاستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولكن المأساة الكبرى أن الكثير من القيادات الفلسطينية، لايرون هذه الرؤية ويرون أن الإيديولوجية والسيطرة على الحكم أكثر قيمة لهم من لم الشمل الفلسطينى وهؤلاء عليهم أن يفكروا كثيرا فى عواقب ما يفعلون".

وتابع وزير الخاريجة: "من يقول إن مصر تفرض سيطرتها على حدودها فنؤكد له أن هذا حق كامل لمصر".

وقال وزير الخاريجة أحمد أبو الغيط -فى حوار مع مجلة الاهرام العربى-أن فكرة عقد مؤتمر للسلام فى موسكو مازالت مطروحة .. لافتا إلى أن "جهد السلام" متوقف.

وحرص وزير الخارجية على توضيح أنه استخدم تعبير جهد السلام وليس عملية السلام ، معبرا عن رفضه لعملية السلام التى تؤدى إلى مضعية الوقت ومجرد الحديث بدون نتائج.

وأشار إلى أن الجانب الفرنسى بدأ يتحدث عن كيفية تنشيط جهد السلام وطرح الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى هذه الفكرة على الرئيس حسني مبارك فى مباحثاتهما في باريس في شهر يوليو الماضى ووافقه الرئيس مبارك مع عدة نقاط يجب توافرها لكى يكون هذا الجهد ناجحا.

وحدد أبو الغيط نقطتين لإنجاح هذا الجهد، أولهما أن تتحرك الولايات المتحدة فى هذا السياق وثانيهما أن يركز الجهد على تحريك المفاوضات وصولا إلى إطلاق إمكانات اقتصادية للتسوية.

وأكد وزير الخارجية ضرورة الحصول على ضمانات من المجتمع الدولى والأمم المتحدة بالشكل النهائى للتسوية بشكل موثق .. معربا عن اعتقاده بأن الفلسطينيين لن يخشوا من التحرك في هذه الحالة.

وعن قرار الاتحاد الأوروبي بخصوص القضية الفلسطينية، أوضح أبو الغيط أن "الورقة السويدية التى تم إقرارها بعد التعديل ليست سيئة، بل تعكس الكثير من المواقف التى ترضى العرب"، لكنه لفت إلى أن الورقة الأصلية "كانت فى الأساس أكثر بكثير مما انتهينا إليه ... وحاولت أن تأخذ المسألة خطوتين للامام ولم يتمكن السويديون من هذا نتيجة لبعض مواقف الأطراف".

وأضاف أبو الغيط: "طالما أن إسرائيل لا تتحرك، فإن الفلسطينيين أيضا لن يتحركوا لأنهم لا يستطيعون أن يقبلوا بالطرح الإسرائيلي".

وأشار إلى أن هناك ديناميكيات ستفرض ثقلها على الموقف الإسرائيلى مثل الموقف الأمريكى الذى لا يقبل الفشل، والموقف الأوروبى الذى شاهدناه يتحدث بشكل قوى رغم تحفظاتنا على بعض النقاط، وكذلك الوضع الإسرائيلى الداخلى الذى لا يرضى أن تبقى الأمور جامدة هكذا.

ولاحظ أن هناك اشارات بأن هذا الوضع مؤقت وليس دائما . وحض على التعجيل بتحويله إلى وضع يؤدى إلى تغيير كيفى فى المعادلة.

وأكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أهمية شحذ همة المجتمع الدولى والاستمرار فى تشجيع الولايات المتحدة على الحركة ووحدة العمل العربى ووحدة الفلسطينين الذين يضعفهم كثيرا تفككهم.

وسئل أبو الغيط - في حواره مع مجلة "الأهرام العربي" هل سيكون لفشل عملية السلام نفس الدور المعرقل للاتحاد من أجل المتوسط كما كان في عملية برشلونة، فأجاب بأن "هناك فرقا بين الاتجاهين، فعملية برشلونة كانت فى الأساس جهدا اقتصاديا ومشروعات لتعاون اقتصادى وعلمى وبينى فى اطار البحر المتوسط، والعمل السياسى فى هذا الاطار قد يظهر وكأنه القائد، لكنه فى حقيقة الأمر تابع للمشروعات والقطاعات التى يتحرك فى إطارها الاتحاد".

وأوضح أن الاتحاد ليس مسرحا لمفاوضات بين الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين، بل هو مجرد أداة لتحريك هذه المشروعات.

وأشار إلى أن هناك توقفا مؤقتا للاتحاد من أجل المتوسط على الرغم من أن العديد من الاجتماعات تتم وعقد اجتماع لوزراء التجارة منذ عدة أيام وسيعقد اجتماع قريبا لوزراء البيئة .. موضحا أن ما توقف هو اجتماع لوزراء الخارجية لأن الوزراء العرب لا يرغبون فى اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلى لفيجدور ليبرمان.

وقال إن هناك توقفا للمشروعات ولم نرصد بعد إطلاق هذا الجهد، لأن السكرتارية أو الأمانة التى ستكلف بأداء المشروعات والأمين العام للاتحاد ونوابه الستة لم يتم انتخابهم بعد، وتم الإتفاق على مفهوم الأسس التى ستتحرك بها السكرتارية ومقرها، ولكن لم يتم انتخابها بعد.

وأعرب عن اعتقاده بأن أن اجتماعا سيعقد فى القاهرة قريبا يحضره عدد من الوزراء لكى يطلقوا هذه العملية بشكل نهائى، وعندئد تتحرك الأمور بإيقاع عال.

وأكد أن انتخاب السكرتير العام للاتحاد ونوابه سيتم قبل قمة الاتحاد من أجل المتوسط فى برشلونة فى يونيو المقبل.

وأضاف: "اعتقد أن المرشح للامانة العامة مرشح وحيد من الأردن، وهو وزير أردنى سابق ، وقد أيدت الدول العربية ترشيحه بقرار من المجموعة العربية المتوسطية".

المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط

شكراً على نقل الخبر

» حماس تنتقد الجدار الفولاذي المصري