محامون لا مرتزقة

هناك سؤال يطرح نفسه دائما علينا
سؤال فرضته علينا طبيعة عملنا كمحامين
سؤال نتعرض له ولضرورة الاجابة عليه ليل نهار وعند قبولنا لكل قضية تعرض علينا
هذا السؤال هو " ماهو الفارق بين المحامين والمرتزقة ؟؟ "
سأترك الاجابة على السؤال ومناقشة هذا الموضوع فى حوار مفتوح بيننا على المنتدى وأتمن أن نشارك جميعا فى اثراء هذا النقاش

استاذ طه باشا
اكيد انت تغلم الجواب جيدا وانا ما احتاج ان اوضح لك
فقط سوف اسرد لك بعض من شعر للامام على كرم الله وجهه واظنك هتتقتنع طبعا اننا بشر مش محامين ولا مرتزقة
(دع الحرص غلى الدنيا و في العيش لاتطمع)
(ولا تجمع من المال فلا تدري لمن تجمع؟)
(ولا تدري افي ارضك ام في غيرها تصرع؟)
(فان الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع)
(فقير كل من يطمع غني كل من يقنع)
يعنى مالاخر مش لازم تكون محامي عشان ماتبقاش مرتزقة
اشطة؟؟؟؟؟

الله الله على جمال ردودك وتناولك للموضوع أهو كده الكلام ياراجل كنت فين من زمان مستنيين مشاركاتك وحواراتك دى يا عبوده باشا

بس أنا كنت عاوز باقى الزملاء يشاركونا فى هذا الموضوع والحكاية مش حكاية اجابة على سؤال وبس .. لا طبعا الموضوع موضوع مبدأ وأساس مصيرى بيختاره كل محامى لنفسه وبيكون أسلوبه ومنهجه فى شغله علطول
ياجماعة فى ناس كتير بقت بتنظر للمحامى على انه مجرد مرتزقة وطالب مال وأى حد يوكله ويعطيه فلوس يبقى أكيد هيمشى معاه مينفذلك كل اللى هو عاوزه سواء كان صاحب حق أو كان ظالم فالمحامى فى نظرهم دايما منتظر وسانن سلاحة ومستعد لدخول القتال فى صف اللى يطلبه ويدفعله أجرته
متى نستطيع أن نصل إلى مرحلة أن نقول لا للموكل آسف مش ممكن أقبل قضيتك أنت لست على حق ؟ الأمر صعب شوية .. مش كده

اكسلانس
مش لاقي غير كلمة واحدة اقولها لك
شكلك فاهم يا نصه

أحييكى يا أستاذة إيمان على هذا الطرح اللى كله شفافية ووضوح وشجاعه . بس على فكرة الصورة مش قاتمه أوى كده فيه والله محامين كتييييير محترمين وعندهم مبادىء فى شغلهم
فيه مثلا محامين قرروا عدم الشغل فى نوعيات معينه من القضايا بالكامل (زى الجنايات المتعلقة بالحدود والقضايا الربوية ) وبكده رحموا أنفسهم من أبواب انزلاق كتيره
وفيه كمان محامين بيرفضوا يشتغلوا فى القضية لما يعفوا ان الموكل ظالم أو مرتكب الجريمة وفى الحالة دى بيقول لموكله يا تروح لمحامى غيرى فى القضية دى يا هحضر عنك والتمسلك استعمال الرأفه وانت وحظلك ويسيبه يختار
وفيه كمان محامين بيفتحوا باب التسوية والتصالح الودى بين الخصوم قبل اللجوء للقضاء وأثناؤه وخصوصا فى مسائل الأحوال الشخصية
وعلى فكرة عمر ماكانت المبادىء السامية فى الشغل سبب لضياع الرزق بل بالعكس المحامى اللى بيحافظ على مبادئه بيكبر أكتر فى نظر الناس وبيحبوه ويحترموه و لو جالهم قضيه مهمه ومحترمه فى المستقبل مش ممكن يوكل فيها حد تانى غيره
وعلى فكرة الكلام ده مش نظرى ولا مثالى .... واللهى ده كله عن تجربه واسأل مجرب

استاذ طه
بداية ليس جديد ان تاتينا بالموضوعات المثيرة ولكن ليست الجديدة
سامحني انت والزملاء لانني ساطيل في مشاركتي
ليس المشكل في ان يقبل المحامي قضية يعلم فيها لن الموكل فعلا مجرم
بالتاكيد جميع الاجابات ستكون لا لن نقبل القضية واكيد انا واحد منهم
لكن المشكلة في انواع اخرى من القضايا كالشيكات وحاليا ايصالات الامانة
انا اعمل في المحاماة منذ 1996ولا اعلم حتى هذه اللحظة لماذا نحصل على اتعابنا من الخصم وليس من الموكل؟
هل ينجز المحامي العمل لصالح المتهم ام لصالح موكله؟(المدعي المدني
انا لا انظر للامر من ناحية قيمة الاتعاب المحصلة
ولكن السؤال المحير على مدار هذه السنين لماذا يحااسبني المتهم ويدفع لي مالا مقابل عمل انا اديته لشخص اخر وهذا الاخر هو موكلي؟
لا تقل لي ان هذا ما جناه المتهم على نفسه بتاخره في السداد فهذه مشكلته وليس لي كمحامي دخل فيها
اظن ان المحامين في هذا النوع من القضايا اقرب الى المرتزقة
دون الحاجة لقبول قضية سرقة او مخدرات
هذا من ناحية ومن رواق اخر هل تجاوبني لماذا درسنا اركان الجريمة والقصد الجنائي والاجراءات الجنائية وغيره؟؟؟؟
اكيد دراسة القانون والالمام بكل مواده واركانه واسباب العقاب واركان الجرائم كان بغرض ان نعلم كيف نتعامل مع جميع انواع القضايا ان قبلناها
لا تنسى اننا نتعامل مع قوانين وضعية ناقصة يسهل اختراقها
هل لو جاء سارق وعرض عليك المحضر ووجدت المحضر ناقص ويسهل تبرئته ودراستك وعلمك هما السبيل لتبرئته لو رفضته فلماذا كنت تدرس القانون اذا؟
الجواب صعب يا استاذي الفاضل
اتدري لماذا؟؟؟
لانه امر متعلق بالازراق والارزاق على الله كما يقولون
ولكن الفارق بين محام واخر وبين اي شخص واخر هو مدى ايمان الشخص برزقه وكيف ياتيه وامتى ياتيه
انه امر نسبي يختلف من شخص لاخر وقد ذكرت لحضرتك في مشاركتي السابقة ابيات شعر ليست للمنظرة ولكني اؤمن بها
اسف للاطالة

أنا مصمم أسبقك ياأبو عيسى وأحكى فى الرد على عبود وعلى باقى ردود الزملاء
لكن اسمحولى قبل الدخول فى الموضوع أن أقدم لكلامى بالآية الكريمة فى سورة النساء :-
" من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شىء مقيتا " صدق الله العظيم
هل ترون أخوتى وزملائى ... إننا متحملون مسئولية الشفاعة السيئة ولنا كفل منها ومن ثم فان علينا تحرى نوع الشفاعة التى نشفع بها لكل موكل ولكل قضية والا فسنبوء برصيد كبير من المصائب التى نتحملها بالتبعية عن أصحابها
ويلاحظ أن الآية لم تشترط لتحمل الوزر أن يحقق الشفيع ما أراد أو أن يبلغ نتيجته التى يشفع من أجلها ومن ثم يكون الشفيع "المحامى" موزور بشفاعته السيئة سواء حصل لموكله على حكم لصالحه أم لا فهو مسئول عن مجرد الشفاعة فى حد ذاتها
أما بالنسبة لمسألة الأتعاب فى قضايا الشيكات وايصالات الأمانه فالأمر لن يخرج عن أن يكون المتحمل بها هو المتهم فى النهاية سواء طلناها منه مباشرة أم طالبنا بها الموكل " المدعى " لأن هذا الموكل سوف يحمل المتهم بها ولن يتحملها هو خصما من حقوقه وله الحق فى ذلك طبعا لأننا لو فرضنا أن الورقة كانت مفقطة بالدين الحقيقى فقط دون زيادة ففهى تلك الحالة سوف يدفع المتهم قيمة الدين فقط ولن يتحمل قرش واحد من الأتعاب
فالموضوع إذا ليس فيه ظلم لأحد ولا يمكن وصفها بأنها من أعمال المرتزقة