إيران تدعي ملكيتها لبئر الفكة
حقل الفكة يتكون من سبع آبار وينتج حاليا نحو عشرة آلاف برميل يوميا (رويترز-أرشيف)
نفت إيران اتهامات عراقية بأن جنودها دخلوا إلى بئر نفطية في الأراضي العراقية، وأكدت أن البئر تقع داخل أراضيها بحسب الحدود الدولية المتعارف عليها. وفي المقابل أكد العراق أن البئر عراقية والاستيلاء عليها يعد انتهاكا لسيادة البلد، ودعا لحل سلمي وفوري للأزمة.
ونقلت قناة العالم الإيرانية عن مصدر مسؤول في هيئة الأركان الإيرانية أن بئر النفط رقم أربعة من حقل الفكة النفطي تقع داخل الأراضي الإيرانية، وذلك بموجب معاهدة الجزائر الموقعة بين إيران والعراق في العام 1975 والتي رسمت الحدود بين البلدين.
من جهته اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول حقل الفكة النفطي لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى أنها ترمي إلى التأثير على العلاقات بين البلدين، موضحا أن بغداد وطهران تبحثان المسائل الحدودية بالطرق الدبلوماسية وعلى أساس معاهدة الجزائر.
وأشار مهمان برست إلى أن المعاهدة واضحة في مثل هذه المواضيع، مؤكداً استعداد بلاده لعقد جلسات خاصة باللجنة المشتركة حول الحدود، وهي بانتظار رد الجانب العراقي.
وقال متحدث باسم السفارة الإيرانية في بغداد إن طهران تريد حلا دبلوماسيا للنزاع.
وكان السفير الإيراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي نفى الاتهامات بدخول جنود إيرانيين إلى الأراضي العراقية في الاجتماع الذي عقد الجمعة مع مسؤولين عراقيين، وأكد أن لجنة مشتركة تضم مسؤولين نفطيين وعسكريين من البلدين مسؤولة عن تسوية مثل هذه المشاكل.
الدباغ أكد سعي العراق لحل أزمة حقل الفكة دبلوماسيا وبدون تصعيد عسكري
(الأوروبية-أرشيف)
الموقف العراقي
وفي المقابل قال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن البئر رقم أربعة في حقل الفكة جنوب شرق محافظة ميسان بئر ٌعراقية، وإن سيطرة القوات الإيرانية عليها تعد انتهاكاً لسيادة العراق.
وطالب الدباغ بانسحاب الجنود الإيرانيين من البئر وإزالة العلم الإيراني من هناك، مؤكدا أن بلاده تسعى لتسوية سلمية ودبلوماسية للمسألة وبعيدا عن أي تصعيد عسكري.
من جهته أكد وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الحاج حمود أن وزارته استدعت السفير الإيراني لدى بغداد الجمعة وأبلغته أن الاستيلاء على البئر غير مقبول، فيما سلم سفير العراق لدى طهران مذكرة إلى وزارة الخارجية الإيرانية تطالبها بسحب الوحدة الإيرانية من البئر النفطية.
وأكد المسؤول العراقي أن وحدة إيرانية مؤلفة من 11 جنديا وفنيا ما زالت متمركزة في البئر النفطية لحد هذه اللحظة، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يستولي فيها الإيرانيون على البئر التي حفرها العراق عام 1974 بعد أن كانوا في الماضي يحاولون منع الفنيين العراقيين من العمل فيها من خلال إطلاق النار باتجاههم.
ولفت الحاج حمود النظر إلى أن الحادث يأتي قبل نحو شهر من بدء لجنة مشتركة عملها لترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين في منطقة شط العرب جنوب العراق.
من جانبه أوضح العميد ظافر نظمي من قوات حرس الحدود العراقية في المنطقة الرابعة أن الجنود الإيرانيين قاموا بتحصين منطقة البئر وحفروا خندقا حولها كما انتشرت قوات مدرعة في المنطقة.
وقال مسؤول في محافظة ميسان طلب عدم نشر اسمه إن الحكومة المحلية سترسل وفدا إلى المنطقة الصحراوية النائية التي تقع فيها البئر المتنازع عليها غدا الأحد.
وفي السياق قال متحدث عسكري أميركي إن البئر رقم أربعة تقع في منطقة متنازع عليها بين العراق وإيران، مشيرا إلى أنها تبعد نحو خمسمائة متر من نقطة الحدود الإيرانية ونحو كيلومتر واحد من نقطة الحدود العراقية لكنها تقع في الجانب العراقي من الحدود المتفق عليها.
أما رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية الأميرال مايك مولين فعبر عن مخاوفه بشأن ما تقوم به إيران ونفوذها في المنطقة، لكنه أكد أن الولايات المتحدة ليست لديها خطط للتدخل رغم الخلاف الحدودي الأخير بين العراق وإيران.
وينتج حقل الفكة حاليا نحو عشرة آلاف برميل يوميا وهو حقل صغير، حسب المعايير العراقية.
ولكن تطوير الحقل المؤلف من سبع آبار جزء من خطة العراق لزيادة قدرة البلاد الإنتاجية إلى أكثر من أربعة أمثالها لتصل إلى 12 مليون برميل يوميا في ستة أو سبعة أعوام، مما يجعل العراق أحد أكبر منتجي الطاقة في العالم.
المصدر: وكالات