تجربة حكيم

تجربة حكيم
- عاديت الرجال ، فلم أر عدوا أعدى لي من نفسي.
- وعالجت الشجعان والسباع ، فلم يغلبني إلا الصاحب السوء.
- وأكلت الطيب ، وتمتعت باللذات ، فلم أر ألذ من العافية.
- وأكلت الصبر ، وشربت المر ، فما رأيت أشد من الفقر.
- وصارعت الأقران ، وبارزت الشجعان ، فلم أر أصعب من الكلام السوء يخرج من فم مطالب بحق.
- وتصدقت بالأموال والذخائر، فلم أر صدقة أنفع من رد ذي ضالة إلى الهدى.
- إن النفس لأمارة بالسوء ، ولذا كانت أعدى الأعداء ، إن انقاد إليها صاحبها ، واستجاب لشهواتها ، أوردته موارد الردى ومواطن الهلاك ، ولا يغلبها إلا ذو العزيمة الصادقة والإرادة القوية.
- وأحسن ما قيل في صاحب السوء ، قول الرسول الكريم : إنه مثل كير الحداد ، إن لم يحرق ثوبك دخنه ، فأنت لا تسلم من أذاه على كل حال.
- وشر ما يبتلى به امرؤ ، امرأة سليطة بذيئة اللسان ، قد خلعت حياءها ، وسلطت لسانها ، إن جازيتها فأنت مذموم ،وإن أجبتها فأنت الملوم ، وفرارك منها أمر محتوم .
- وأشد ما يكون الكلام وقعا في الإيذاء ، حين يطالبك ذو حق بحقه ، لا متلطفا ولا مترفقا ،وإنما يسوق إليك من قارس القول ، ما يجرح الشعور ، ويؤلم النفوس