يسأل شيخ كبير ويقول انه تقدم به العمر وأوشك ان يصل الى سن السبعين وله أولاد وفكر في يوم ان يحاول اكتساب عطفهم عليه وان يبروه فقمت بعرض الفكرة على احد أصدقائي ولكن عارض صديقي الفكرة – وهي ان أقوم بتقسيم عقاراتي على أولادي حال حياتي وقال صديقي أنهم سوف يتركوك ولن يأتي احد منهم أليك فقلت لا سوف يحفظوا لي هذا الجميل وحتى لا يحدث بينهم خلافات بعد وفاتي على القسمة ويحدث بينهم ما نسمع عنه هذه الأيام فقمت بعمل عقود قسمة على عقاراتي وأعطيت لكل واحد منهم نصيبه وعقده وفي بداية الأمر حدث ما توقعت وكل واحد من أولادي كان يسارع في السؤال على وعن أحوالي ويوفر لي ما احتاجه وحتى ما لا احتاجه ولكن سرعان ما تغير هذا الأمر وحاولت ان ابحث عنهم فلم اجدهم فكل واحد منهم كان يخرج بعذر العمل وانشغاله بالأولاد وأصبحت وحيداً ولا املك شيء وحتى العقارات التي كنت أعيش من إيرادها لم تصبح ملكي وأدركت ان صديقي كلامه صحيح وأنني أخطأت في هذا الأمر وان أولادي نسوا بر الوالدين ونسوا أن لهم أب على قيد الحياة أعطاهم كل ما يملك ورباهم تربية حسنة ولم يشعروا يوماً بمشاكل الحياة وأنا الآن أندم وحزني على ما فعله أولادي كبير حتى أنني أصبحت لا املك ما يعينني على العيش وعندما أذكر لأولادي هذا يقولون سوف نحضر إليك كل ما تريد ولكن لم أرى أحد منهم منذ أكثر من ثلاث شهور ولا حتى سؤال عن طريق التليفون فكانت الصدمة قوية والآن هل يمكن ان ألغي عقود القسمة وأسترد عقاراتي مرة أخرى ..
000000 نص القانون في المادة رقم ( 169 ) على ان التعامل في تركه إنسان على قيد الحياة باطل ولو تم منه او برضاه ...
ومادامت هذه العقارات باسمك وما حدث كان بموجب عقود قسمه فيحق لك الرجوع فيها استناداً لنص هذه المادة وسوف تعود إليك عقاراتك .. وأنت كانت نيتك طيبة بخصوص تقسيم هذه العقارات على أولادك وكنت تريد تجميعهم وعدم حدوث خلافات بينهم على القسمة ولكن ما حدث لم تكن تتوقعه فقد وصلوا الى مرحلة العقوق ولم يعترفوا بهذا الجميل حتى لو لم تقسم عليهم هذه العقارات فيجب عليهم ان يلبوا جميع طلباتك وان يسألوا عنك باستمرار لان الله تبارك وتعالى قال " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا " ..
" صدق الله العظيم "
ونلاحظ في هذه الآية الكريمة شدة التوجيه بالوالدين ولكن هؤلاء الأولاد شغلتهم الدنيا والأموال عن الأب الذي وصل الى سن يحتاج فيه من يعوله ويلبي حاجاته الشخصية ورغم انه قدم لهم كل ما يجعلهم سعداء في حياتهم ورباهم التربية الكريمة إلا أنهم لم ينظروا إليه بعين الرحمة فهم يحتاجون الى قليل من الشدة مع الحزم حتى يعودوا إلى رشدهم وأكيد عندما تعود العقارات إليك مرة أخرى سوف تتغير حياتهم لان كل واحد منهم أكيد انه رتب حياته على وجود العقار الذي يخصه واحتفظ أنت بعقاراتك وسوف يطلبون ودك ورضاك وأسال الله ان يهديهم ويعرفوا فضل الوالدين وفضل صله الرحم عند الله