--------------------------------------------------------------------------------
بدأ أحد المحامين الشبان يخطو خطوات النجاح فاقبل عليه أصحاب القضايا وكان من بينهم رجل يحمل كمبياله اعطاها للمحامى ليتخذ اجراءات المطالبه بها وقام المحامى بذلك ، وعند الجلسه دخل المحكمه وقدم الحافظه التى تضم الكمبياله ، فلاحظت المحكمه خلو الحافظه من الكمبياله .
فاستأجل المحامى القضيه وذهب الى مكتبه وبحث عنها فى كل مكان فلم يجدها .
ثم نما الى علمه أن وكيل المكتب قد باع الكمبياله الى الخصم وكاد أن يقتله دون جدوى .
وسدت ابواب الامل فى وجه المحامى الشاب حتى فكر فى الانتحار .
واستدعته النيابه لتحقق معه ووقف معه عشرات الزملاء وقد كان وكيل النيابه يشعر بأن هذا المحامى مظلوم ولكن ماعساه أن يفعل له .
استحضر وكيل المكتب وأمر بحبسه ولكنه لم يضعف وظل على إنكاره حتى افرج عنه .
حاول المحامون مع صاحب الكمبياله فرفض الا أن تدفع قيمتها أو يحضرها .
وفى احد الايام المحدده للتحقيق وسماع المدين .... السارق ، ولم يكن هناك أى بصيص أمل والمحامون جلوس فى غرفتهم يحاولون التخفيف عن زميلهم الذى أصبح كالشبح ، إذ بالاستاذ توفيق حسين المحامى وكان من كبار المحامين فى ذلك الوقت يسأل الزميل عما فعل ، فقال : لاشىء
فالتفت الاستاذ توفيق الى احد المحامين وبادره ألست محامى فلان المدين السارق ، طيب ياأخى اتدخل فى الصلح .
فأجاب : صاحب الشأن بره .
فصاح توفيق حسين .. ياحاج فلان .. نعم يابيه .
أنت مش عارفنى .
عارفك يابيه .
طيب ما تصطلح فى حكاية الكمبياله .
وقال الاستاذ توفيق : أنت تدفع 300 جنيه والاستاذ المحامى يدفع الف جنيه وخصمك يترك الباقى .
فرد الرجل : يسيب ازاى ده قابضهم والله ، وشرفك قابض منى 200 جنيه ، يعترف بيهم وانا ادفع 300 .
وهنا صاح الاستاذ توفيق ياستاذ عبد العظيم هات ورقه ، انا يا سيدى معترف عن خصمك بأنك دفعت 200 جنيه .
ورد الرجل : خلاص أدفع 300 جنيه والباقى يدفعه الاستاذ مايدفعوش هو حر .
وكتب الاستاذ توفيق ورقة الصلح وسلمها لمحامى المدين ، فطمس الله بصيرته وقال لموكله أنت تدفع 300 وخصمك معترف بقبض 200 والمحامى يدفع الباقى الف جنيه .
فرد الرجل مافيش مانع موافق .
ووقع على ذلك وهنا أنطلق صوت توفيق حسين يا بوليس يا نيابه وحضر رجال البوليس فقال لهم خذوه لمكتب فلان وكيل النيابه .
وكان الاستاذ توفيق يصيح ، لومكانتش الكمبياله معاك ياحرامى كنت تدفع 300 جنيه .
والله لاوديك الجنايات اعدام ياابن ... اعدام شنق محكمة الجنايات .
وعند باب غرفة وكيل النيابه انحنى الرجل مقبلا قدم الاستاذ توفيق وهو يقول فى عرضك أدفع المبلغ كله بس ماتودنيش الجنايات ؟
ابدا لازم الجنايات الاعدام .... الشنق .
وما إن علم وكيل النيابه بذلك وامسك الورقه أخذ يصطنع انفعالات من العجب والدهشه وامر العسكرى بوضع الحديد فى يديه ونظر الى سكرتير التحقيق آمرا إياه بتحضير أمر قبض؟
فانهار المدين الجبان السارق وقال الدين على ياسعادة البيه ومستعد أدفعه .
فنظر وكيل النيابه الى الاستاذ المحامى المشكو فى حقه وللاستاذ توفيق وقال لهم علشان خاطرى سامحوه هو قبل الدفع تنازلوا عن شكواكم ونحفظ القضيه ضده .
وامر الرجل بالتوقيع فوقع وهو سعيد وقال الاستاذ توفيق حسين الاستاذ فلان حاضر معه واثبت وكيل النيابه حضوره معه واخرج المدين اللعين المبلغ .
وتحيرت النيابه فيمن يقبضه .
ولكنها أمرت بإيداعه على ذمة الدائن .
وانصرف الجميع على حال غير ما كانوا فيه قبل اقل من دقائق وكان أكثرهم فرحاً المحامى الشاب .
وذلك كله بحسن فطنة وذكاء المحامى الفذ توفيق حسين .
وتوته توته خلصت الحدووووووووووووووووته !!!