أهانة محامى

٨٠٠ محام فى الدقهلية يعتصمون لليوم الثانى بسبب إهانة أحدهم

كتب غادة عبدالحافظ ومحمد السيد سليمان ٢٧/ ١٢/ ٢٠٠٩

واصل نحو ٨٠٠ محام بمحاكم المنزلة والمطرية وميت سلسيل فى محافظة الدقهلية، اعتصامهم لليوم الثانى على التوالى احتجاجاً على إهانة أحدهم من قبل مدير نيابة المطرية الذى استدعى له أمن المحكمة لطرده من مكتبه. ورفض محامون بمحكمتى ميت سلسيل والمنزلة حضور الجلسات وأصروا على إثبات الاعتصام بمحاضر جلسات هذه المحاكم.

وقال محب المكاوى، أمين عام نقابة المحامين، إن نحو ٨٠٠ محام بالمحاكم الثلاث اعتصموا للاحتجاج على إهانة زميلهم خيرى نور الدين، الذى يعد من شيوخ المحاماة بالمطرية، لافتا إلى عقد جمعية عمومية طارئة للمحامين بالمطرية طالبوا خلالها بنقل مدير النيابة شريف المجيحى، لتكراره وقائع مماثلة فى حق المحامين وتقاعسه عن التحقيق فى وقائع الاعتداء على المحامين من بعض الأهالى،

وتم إخطار حمدى خليفة، نقيب المحامين، بالواقعة وأعلنت النقابة تضامنها مع مطالب المحامين المعتصمين، الذين أصدروا بيانا قالوا فيه إنهم فى حالة اعتصام مفتوح داخل المحاكم فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة فى نقل مدير النيابة خلال ٢٤ ساعة ونقل حرس النيابة لسوء سلوكهم مع المواطنين والمحامين وحضور ممثل عن النيابة لتقديم اعتذار للمحامى الذى أهين.

وعلى صعيد آخر، واصل نحو ٣٠٠ محام بمحافظة البحر الأحمر اعتصامهم داخل مقر النقابة الفرعية بمحكمة الغردقة الكلية ورهن حضورهم الجلسات بالتحقيق فى الإجراءات التى تمت فى انتخابات النقابة الفرعية وتحويل مقار الانتخابات لنحو ٢٥٠ محامياً من الغردقة إلى سفاجا وامتناعهم عن الإدلاء بأصواتهم، ما أدى إلى عدم اكتمال النصاب القانونى للانتخابات، التى تأجلت إلى الأربعاء المقبل.

على فكرة يا استاذة انا قررت غدا بصفتى المشاركة فى هذا الاعتصام حتى يعود للمحامى حقه وللمحاماه عزتها وكرامتها عشنا لها وعاشت حرة مستقلة

لا يمكن الكلام عن القضاء واستقلال القضاء دون التطرق للمحاماة كمهنة. والمحاماة ظهرت منذ أن وجدت الخصومة . وهي من الحماية خلقت للدفاع عن حياة الإنسان و عن حريته وكرامته و عرضه و ماله. و تشكل المحاماة من تم الركيزة الأساسية لتحقيق العدل. و إن كانت المحاماة مهنة حرة و مستقلة فإن المحامون يشكلون مع ذلك جزء لا يتجزأ من أسرة القضاء باعتبارهم يشاركون السلطة القضائية في تحقيق العدل و تأكيد سيادة القانون.
وينص الفصل الأول من ظهير 10 شتنبر 1993 بمثابة قانون و المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة على أن "المحاماة مهنة حرة مستقلة تساعد القضاء في تحقيق العدالة و المحامون بهذا الاعتبار جزء لا يتجزأ من أسرة القضاء". إلا أن المحاماة أكبر بكثير من التعريف البسيط أو المبسط الذي جاء به القانون المذكور باعتبار ارتباط المحاماة بنصرة الحق و الدفاع عن المظلوم وإرساء دولة القانون و المؤسسات. و لا أحد يجادل في كون المحاماة تعد كذلك معقلا للدفاع عن الحرية و عن استقلال القضاء.
وحق الدفاع حق مقدس من الحقوق الأساسية للإنسان يقاس به المستوى الحضاري والديموقراطي للمجتمع.
ومن هذا المنطلق لم تكن مهنة المحاماة في يوم من الأيام مهنة غذائية بل هي رسالة إنسانية سامية، شريفة ونبيلة، رسالة مبادئ ومواقف تساهم في تكريس الحضارة و في دعم العمل الديمقراطي في المجتمع. ومن تم كان يشترط دائما وأبدا في الراغب في تحملها وتحمل مخاطرها أن تكون له الموهبة و أن يتمتع بخصال الشجاعة الأدبية والجرأة والذكاء والفطنة وسرعة البديهة وما يعرف " بالحضور" والإلمام بالقوانين وبقدرة الجدال بالتي هي أحسن وقدرة الإقناع إلى جانب خصال الصدق والنزاهة والاستقامة والشرف.
و المحاماة أمانة و مسؤولية و لا غرابة في ذلك إذ يعيش المحامون يوميا آلام وآمال المواطنين وهم مسؤولون عن الدفاع عن كرامة الإنسان، و رد الحقوق لأصحابها و دفع الاتهام الباطل عنهم و مراقبة التشريع و مناقشته و انتقاذه و اقتراح البدائل والمساهمة في تطوير المجتمع بهدف تحقيق تقدمه وأمنه واستقراره إلى جانب المهام الأخرى الملقاة على عاتق المحامي.
ومن تم كان للمحامين و لا يزال إسهامات قوية في بسط العدالة وتحقيق الإستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المجتمع و كان للكثير منهم نصيب الأسد في تقلد المناصب العليا ذات المسؤولية. ومن اطلع على التشكيلات الوزارية التي انطلقت في المغرب منذ فجر الإستقلال إلى اليوم سيكون له تصور عن ذلك. و قد كان الأمر دائما و أبدا على هذا النحو في الدول الأخرى حيث كان المحامي مبجلا مدللا إلى درجة قول لويز الثاني عشر " لو لم أكن ملكا لفرنسا لوددت أن أكون محاميا " أو كقول فولتير " كنت أتمنى أن أكون محاميا لأن المحاماة أجل مهنة في العالم".

كبير من يومك ياأستاذ وجدي يانقيبنا